الخميس، 12 يوليو 2012

البرمجه اللغويه العصبية

هندسة النجاح

كان هناك ذبابة تحاول الخروج من نافذة مغلقة، وظلت الذبابة تحاول مرارًا وتكرارًا أن تخرج من ذلك المخرج، ظلت اقرا وركز تحوم وتدور، تُحلق يمينًا تارة ويسارًا تارة أخرى ولكن بلا فائدة ولا جدوى، وفي نهاية الأمر نفذت طاقتها وماتت

بينما أجريت تجربة على الفئران لمعرفة قدرتهم على التصرف، فقاموا بوضع فأرًا في متاهة كان في آخرها قطعة من الجبن، وظلوا يراقبون تحركات هذا الفأر، وبدأ الفأر يبحث ويبحث، يحاول مرة تلو أخرى، وفي كل مرة يسلك طريقًا مختلفًا، حتى تمكن أخيرًا من الوصول إلى قطعة الجبن.


واستمرت التجربة وغيَّر القائمون عليها المكان الذي وضعت فيه قطعة الجُبن، ولما وضِع الفأر في مكان بداية مختلف، بالطبع جرى الفأر للمكان السابق، ولكنه لم يجد الطعام، فانطلق ليبحث في مكان آخر حتى وصل إلى مراده، ونال قطعة الجبن.


مقارنة دقيقة: 


لو تأملنا في هاتين التجربتين لوجدنا أن هناك بونًا شاسعًا بين تفكير الذبابة والفأر، فقد كان للذبابة إصرار شديد على الخروج من النافذة، ولم يكن لديها المرونة الكافية لتبحث عن مخرج آخر، ولو أنها فكرت بطريقة أخرى لنالت ما كانت تريده دون أي عناء، أو على الأكثر بعناء بسيط.


والفأر أيضًا كان مُصرًّا على إيجاد قطعة الجُبن، ولكنه كان يمتلك نوعًا من المرونة، فكان حينما يفشل في الوصول إلى هدفه يبحث عن بديلٍ آخر، فيُغيِّر خطته ويتصرف بسرعة، ولذا؛ نال مكافأته وحصل على قطعة الجبن في النهاية.


سبيل النجاح: 


يقول تشارلز جيفينس: (تكرار نفس المحاولات التي لا تؤدي إلى 
النجاح لن يُغير من النتيجة مهما تعددت هذه المحاولات)، فقد يفشل المرء في تحقيق أهدافه، وتعلن الشركة إفلاسها لمجرد أنهم يحاولون تكرار الأشياء التي لم تنفع من قبل، ولذا؛ فالمرونة وحدها هي المفتاح الأساسي من مفتايح النجاح.


فالمرء إذا أراد أن يسير على طريق النجاح، فلابد أن يكون لديه القدرة على التفكير في وسائل مختلفة وطرق متنوعة من الحلول، فتوماس إديسون تعرض لـ 999 محاولة فاشلة لصناعة المصباح الكهربي، ولكنه كان مؤمنًا أنه سيصل في النهاية إلى طريقة ناجحة، فكان في كل مرة يُجرب طريقة مختلفة إلى أن وصل لهدفه.


وعلى هذا يكون تعريف المرونة كما قال الدكتور إبراهيم الفقي: (إن المرونة هي التحكم، فالشخص الأكثر مرونة في أسلوبه يكون تحكمه في الأشياء أكبر).


المرونة والقرار: 


ما من أحد يسير في الحياة إلا ولابد له أن يتخذ الكثير من القرارات، ولكن القليل منهم هو من يتخذ القرار الفعال، ولكي تتخذ القرار الصائب فلابد أن تتحلى بالمرونة، فعملية اتخاذ القرار تمر بخطوات كثيرة، نلخصها سريعًا فيما يلي:


أولًا ـ تحديد المشكلة: 


وهي أول خطوة للوصول إلى حل مناسب، فالطبيب قبل أن يقوم بتوصيف العلاج، لابد وأن يُشخِّص الحالة تشخيصًا دقيقًا، لذا؛ في هذه الخطوة لابد من صياغة المشكلة في جملة واحدة تُعرِّف المشكلة بأكبر قدر ممكن من الدقة.


ثانيًا ـ تحديد البدائل: 


وهذه هي الخطوة االتي تعنينا هنا، فالمرء لابد له أن يكون له القدرة على التفكير في أكثر من حل للمشكلة الواحدة، لابد من توليد بدائل متنوعة ثم الترجيح بين تلك الحلول، فلا يحصر المرء تفكيره على نوع واحد من الحلول، بل لابد أن يمتلك المرونة الكافية ليفكر بطرق إبداعية مختلفة.


ثالثًا ـ اختيار أحد البدائل وتنفيذها: 


فبعد أن قمت بتوليد الأفكار المختلفة، لابد من اختيار البديل المناسب الذي يحقق الهدف الذي تريد الوصول إليه، ثم اشرع في تنفيذ هذا البديل مع وضع بعض المعايير لتقييم النتائج المحققة.


وخلاصة القول إن عملية توليد الأفكار المختلفة، والقدرة على الانتقال من بديل إلى آخر هو السبيل للوصول إلى القرار الفعال.


هل أنت مرن؟ 


إذا أردت أن تتحلى بالمرونة فإليك بعض النصائح: 


أولًا ـ لا تطلب الكمال: 


يقول عالم الاقتصاد الإيطالية باريتو الذي عاش في القرن التاسع عشر: (إن 80% من النتائج تأتي من 20% من الأعمال أو الأهداف أو الأنشطة التي تقوم بها، ولعلك بنظرة بسيطة ترى واقعية هذه النظرية في الحياة.


حيث ترى أن 80% من إنتاجية متجر تأتي من 20% من مبيعاته، وأن 80% من إنتاجية مكتب ما تأتي من 20% من موظفيه، وبتطبيقك لهذه النظرية ينبغي ألا تلزم نفسك بالنجاح أو الرضا عن النفس بنسبة 100% كما لا تُلزم نفسك بتحقيق 100% من الأهداف).


فبتطبيق هذه النظرية، يظهر لنا جليًّا أن الكمال غير ممكن للبشر، فكل الخطط من الممكن أن تفشل مهما كانت مُحكمة أو مدروسة، بل إن من أهم أسباب فشل الخطط هو عدم مراعات المرونة في تطبيقها، فالمرء حينما يضع الخطط لابد وأن يفكر في خطط بديلة حتى يضع في حساباته أية مفاجآت.


يقول الدكتور أكرم رضا: (من لا يمتلك المرونة اللازمة للحياة سيتهيب كل جديد، ولن يشرع في عمل مفيد، وستُعدُّ نجاحاته على الأصابع، ما دمت تعيش في عالمِ غير كامل ومع أناس غير كاملين فلا تتوقع الكمال من نفسك).

ثانيًا ـ جرِّب أن ترى الألوان: 



لا تنظر لكل ما حولك بلونين فحسب، فالحياة مليئة بالألوان، لذا فجرِّب أن تراها بألوان الطيف المختلفة، ولا تقتصر على الأبيض والأسود، فليس كل شيء في الدنيا صواب وخطأ، أو حق وباطل، بل هناك درجات بين كل طرفين.


يقول الدكتور أكرم رضا: (إن عدم تحقيقك لكامل أهدافك لا يعني الفشل، وعدم وصولك إلى ما تريد في الوقت المناسب لا يعني عدم الوصول، وظهور عقبات أو خلل في خططك لا يعني العجز، وكما يقال: أن تكون سلحفاة في الطريق الصحيح خير من أن تكون غزالة في الطريق الخاطئ).


ثالثًا ـ جرِّب أن تفعل شيئا مختلفًا: 


تعلم دائمًا أنك إذا لم تصل إلى الصواب أو إلى ما تريده، فاعلم أن هناك طرق أخرى ستوصلك إلى ما تريد، فلا تُقصر عقلك وتفكيرك على طريق واحد فحسب.


فيروى أن رواد الفضاء واجهتهم مشكلة وهم في الفضاء، وهي أن الأقلام لا تكتب حينما تخرج عن نطاق الجاذبية، فقامت الأبحاث والمراكز في الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة ذلك الأمر، وتمكنوا في نهاية الأمر أن يصنعوا قلمًا يكتب في الفضاء وتحت الماء وعلى كل الأسطح، ولكن بعد أن أنفقوا ملايين الدولارات.


وفي نفس الأوان كان رواد الفضاء يحاولون مواجهة تلك المشكلة أيضًا، ولكنهم قاموا بحلِّ تلك المشكلة بطريقة مبتكرة وسهلة لم تخطر على بال الباحثين الأمريكين، وهي أنهم استعملوا القلم الرصاص.


رابعًا ـ لا تخشَ من الفشل: 

الكثير من الناس لا يُقدم على اتخاذ القرارات؛ خوفًا من أن تكون هذه القرارات غير صائبة، فيتجنب أن يقوم بأي خطوة قد تقوده إلى الفشل، وينسى أن الخطأ هو الذي يقود الناجحين إلى طريق النجاح، ويقود الفاشلين إلى التقاعس واليأس، فإذا ما اتخذت قرارًا فاشلًا، فاجعل لديك من المرونة الكافية أن تجرب طريقًا آخر للنجاح.


ليسوا بالفُرّار ولكنّهم الكُرّار: 


ولو أردنا أن نتحدث عن بعض الشخصيات التي ملكت قدرة كبيرة من المرونة، وكانت تملك قدرة عظيمة على تغيير القرار تبعًا للظروف، فلابد إذًا أن نتحدث عن جيش الكرار، وقائدهم سيف الله المسلول.


فخالد بن الوليد تولى إمرة جيش المسلمين في غزوة مؤتة بعد أن استشهد الثلاثة الذين كانوا يحملون الراية، وكان على رأس جيش قوامه ثلاثة آلاف مجاهد يقاتلون مائتي ألف من المشركين، وبدأ سيف الله المسلول يفكر: (كيف ينقذ هذا الجيش ويُعيد له هيبته وكيانة؟)، فرأى أن الحل يكمُن في الانسحاب بعد إرهاب العدو، وإيهامه بوصول إمدادات جديدة.


وبالفعل استطاع أن ينفذ خطته بإحكام، وعاد بجيش المسلمين إلى المدينة بأقل خسارة ممكنة، ولما وصل المسلمون إلى المدينة جعل الناس يَحْثُون التراب على الجيش، ويقولون: يا فرار؟! ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليسوا بالفُرّار ولكنّهم الكُرّار إن شاء الله تعالى) [الكامل في التاريخ، ابن الأثير].


ختامًا: 


إذا أردت أن تكون ناجحًا في حياتك فلابد أن تتعلم كيف تكون مرنًا؟ فالمرونة هي التي تُعلمك كيف تفكر في بدائل أخرى، حينما تجد أن البدائل المتاحة أمامك لا تحقق الأهداف المنشودة.


أهم المراجع: 

1. المفاتيح العشرة للنجاح، د.إبراهيم الفقي.


2. عظمة الذات، تشارلز جيفينس.


3. صناعة النجاح، أ.د.عبد الله بن سلطان السبيعي.

هناك تعليق واحد:

  1. اقتلى هؤلاء الخمسة من اجل السعاده الدائمة

    إذا كنت تريد أن تعيش في سعادة دائمة من غير أن يعكر صفو تلك السعادة شيء فعليك بقتل هؤلاء الخمسة ......

    الأول: الفراغ والوحدة
    عندما يشعر الإنسان بالوحدة تتداخل عليه الأفكار وتتشابك عليه الأمور فيتعكر مزاجه بالغالب وفي هذا الوقت بالذات تفكيره يزيد من شدة تعقيده وشعوره بالكآبة الغامضة، فالوحدة إذا أقترن معها السلبية في التفكير فهي قاتلة فاقتلها ، إلا في حالة واحدة وهي الوحدة مع الله سبحانه وتعالى لمحاسبة النفس ، وتهيئتها لتقبل أمور الحياة الطارئة والمتغيرة ، في هذه الحالة فقط أنصح بالوحدة.
    الثاني : الأحزان والهموم
    إن كنت تحمل من الأحزان جبالا ومن الهموم مثلها فتذكر بأنك تُؤجر على ذلك إن صبرت واحتسبت فاقتل الحزن الميت الذي يحثك على البكاء دائماً بسب ومن غير سبب ، هذه الأحزان تستحق القتل فاقتلها.
    الثالث: الكبرياء والعلو
    إذا وجدت نفسك ذو منصب وذو حسب ونسب عريق ومن عائله ثرية فتذكر إخوانك الفقراء المحتاجين إليك فإن كنت تراهم مجرد فقراء ويستحقون المعاناة التي هم بها لتبقى أنت الأغنى والاهم في هذا العالم فكبرياؤك وعلوك هنا قاتلين لك فاقتلهما.
    الرابع: الأنانية والغرور
    كلمتان لمعنى واحد !!! الغرور هو نهاية الشخص فاحذره والأنانية نهاية النهاية ، فكن حذرا وتذكر أن الإيثار أجمل عطاء إن كنت تملكه فان لم يكن
    فتعلمه واقتل الأنانية والغرور
    الخامس: الحقد والحسد
    نارين كل منهما أشد من الأخرى ، فالحقد شيء دفين في القلب يتولد بالتصرفات وبالتعامل مع الناس، انه شر ونار تهلك صاحبها فحاول التخلص منها بشتى الطرق، الحقد قاتل لصاحبه فاقتله ، أما الحسد فهو مرض عضال يجبر صاحبه على الموت البطيء فهو لا يرتاح برؤية غيره سعيدا ومتنعما ، بل يريد كل شيء لنفسه فقط !!! تخلص منه بقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله وقول بارك الله له فيما أعطاه وقراءة المعوذات الثلاثة الحسد مرض عضال قاتل لصاحبه فاقتله.

    ردحذف