الخميس، 12 يوليو 2012

حتى تصبح القراءة عادة محببة عند الاطفال








أغلب الأطفال يتعلمون القراءة ما بين سن الحضانة والصف الثاني الابتدائي، إذا ما وجد الطفل شخصاً يساعده و يعلمه كيف يقرأ مثل: مدرسته، والده أو والدته، جده، أو حتى الأخ الأكبر.
وغالبية الأطفال يمرون عبر مراحل متتابعة أثناء رحلة تعلم القراءة، والتي تنتهي بأن يصبحوا قادرين على فهم المعاني التي ترمز إليها الكلمات المطبوعة.
ولذلك يجب على الأم الذكية رصد مسار تعلم طفلها للقراءة من خلال تلك المراحل للتأكد من أن طفلها لا يتخلف عن أقرانه في تعلم القراءة.
ما قبل المدرسة
معظم الأطفال في سن ما قبل دخول المدرسة يمرون بمرحلة "ما قبل تعلم القراءة"، وفيها يجب أن يكون الطفل قادراً على تكرار ما تقرؤه عليه الأم بصوت عال، خاصة إذا ما كانت المواد المقروءة على شكل أناشيد. 
وعلى الرغم من أن الأطفال في ذلك العمر لا يقرؤون بالمعنى المعروف (فك رموز الحروف والكلمات المكتوبة)، إلا أنهم عادة ما يتظاهرون بقراءة الكلمات المكتوبة، مما يدل على أنهم يفهمون أن تلك النقوش تحمل المعاني التي يرددونها، وهذه أولى خطوات تعلم القراءة. كما أنهم يعرفون أن الحروف تكون الكلمات، والكلمات تكون الجمل، والجمل تحمل المعاني.
وما إن يدخل طفلك الحضانة، حتى تبدأ معلمته في تعليمه الصوت الذي يرمز له كل حرف من أحرف الهجاء. وتعد هذه القدرة في غاية الأهمية لتعلم طفلك القراءة، وربما بدونها يفشل طفلك في تعلم القراءة.
في الصف الأول بالمدرسة الابتدائية يجب أن ينتقل طفلك إلى مرحلة فك شفرة الكلمات، وفيها يربط الطفل بين الحروف المكتوبة والأصوات المعبرة عنها، وبين الكلمات المكتوبة والكلمات المنطوقة.
وفي هذه المرحلة لا يزال طفلك يتعلم كيف ينطق الكلمات، ولا يستطيع قراءة الكلمة المكتوبة، إنما يستطيع تهجي جزء من كلمة يعرف معناها عند سماع أصوات الحروف المكونة لها. 
وكلما تقدم طفلك في تلك المرحلة، كلما قل الجهد الذي يبذله في تهجي كل حرف من حروف الكلمة، وكلما زادت قدرته على التركيز في معاني الكلمات التي يحاول قراءتها، استطاع أن يتعامل مع كلمات أكثر صعوبة بدون مساعدة خارجية كبيرة.
كيف يتعلم طفلك القراءة؟
تعلم القراءة عبارة عن عملية تتطلب اكتساب ثلاث مهارات أساسية:
المهارة الأولى:
هي مهارة تركيب أو استعمال كلمة لبناء جملة (بناء الجملة يعني ترتيب كلمات الجملة في أشكالها وعلاقاتها الصحيحة). فيها يتعلم الطفل بعض قواعد النحو واستعمال النقط والفواصل لتوضيح المعنى. كما يتعلم الطفل أيضا كيف أن الطريقة التي تتراص بها الكلمات مكونة العبارات، والتي بدورها تكون الفقرات، هذه الطريقة هي التي تنشئ الجمل والفقرات التي تحمل المعنى وتكمله.

المهارة الثانية:

هي التعرف على دلالات الألفاظ. وفيها يتعلم الطفل العلاقات بين الكلمات والجمل لإكمال المعنى.

المهارة الثالثة:

هي إدراك اللفظة الصوتية للحروف ومجموعات الحروف وخاصة المقاطع ـ أي تعلم الصوتيات ـ وفيها يتعلم الطفل العلاقة بين الكلمات المكتوبة والكلمات المنطوقة ومخارج الألفاظ.
وأثناء تعلم الطفل القراءة، سوف يطور وينمي تلك المهارات بشكل متداخل وليس كل مهارة على حدة.
غالبية الأطفال يبدؤون تعلم بناء الجمل ودلالات الألفاظ قبل تعلم الصوتيات. على سبيل المثال سوف يعرف طفلك أن الكلمات والجمل تتتابع من جهة اليمين إلى جهة اليسار (في حالة اللغة العربية، والعكس في حالة اللغة الإنجليزية)، وذلك قبل أن يتعلم أن ينطق الحروف المجتمعة لتكوين كلمة.
وأفضل ما تقومين به لمساعدة طفلك لتطوير مهارات القراءة الثلاث هي عرض الكتب عليه للقراءة بشكل يومي؛ وربما يمكنك ذلك في وقت الاستعداد للنوم، أو استقطاع بعض الوقت من وقت فراغك خلال النهار للقراءة معه، أو حتى محاولة قراءة الإرشادات و الكلمات المكتوبة على علبة العصير التي تقدمينها إليه.
وفيما يلي بعض الطرق البسيطة لتنمية مهارات طفلك في بناء الجمل:
* قراءة الأغاني والأناشيد من الكتب بصوت عال.
* عند القراءة لطفلك من كتاب تابعي القراءة مشيرة لكل كلمة تقرئينها بإصبعك، ولا تنسي أن تعبري عن معنى الكلمة بصوتك وتعبيرات وجهك.
* جربي كتابة خطاب مع طفلك لأحد الأقارب المسافرين أو لمجلته المحببة.
* حاولي قراءة نفس الكتاب المفضل إليه مرة أخرى بعد تغيير زمن الجمل، على سبيل المثال: من زمن الماضي إلى زمن المضارع أو المستقبل، مثلا تصبح"ذهب الصياد للغابة" "سيذهب الصياد للغابة" أو "يذهب الصياد للغابة".

بعض الطرق لتنمية مهارات طفلك في فهم دلالات الألفاظ:
* اقرئي له كتب القصص والحكايات.
* تحدثي معه عن الكتاب ومضمون القصة أثناء القراءة. وربما ساعدك في ذلك أن تسأليه عما فهمه من الجزء الذي تمت قراءته، أو كيف ستكون نهاية القصة، أو ماذا سيحدث بعد ذلك.
* عند استمتاع طفلك بالقراءة بصوت عال لا توقفيه عن القراءة لتوضحي له كلمة جديدة أو كلمة صعبة لا يستطيع قراءتها، اتركيه يحاول إلى أن يطلب منك المساعدة.
* اقرئي معه الكتاب نفسه عدة مرات على مدار عدة أيام، ففي كل مرة سوف يتعلم شيئاً جديداً ويثبت في عقله ما كان قد تعلمه من قبل.
* كوني معه قاموساً خاصاً بكما، وابدئي معه بتجميع الصور الدالة على بعض الكلمات، واشرحي له معاني بعض الكلمات الجديدة عليه بشكل مبسط وحاولي أن تجدي لها مرادفات.

مهارات تعلم الصوتيات:

* كتب الأغاني والأناشيد مصدر هائل لتعلم الصوتيات.
* حاولي أن تعلميه بعض الكلمات التي تتشابه في حروفها.
* اكتبي معه قائمة بأسماء أفراد الأسرة أو أصدقائه، ثم شجعيه على قراءتها بصوت عال.
* حاولي دائما قراءة شيء جديد معه بشكل يومي، على سبيل المثال: عنوان كبير في الجريدة، لافتة إعلانية في الطريق، اسم منتج غذائي على علبته.
* شجعيه على القراءة دائما، ونطق الكلمات بصوت عال.


كيف تختارين الكتب المناسبة لطفلك؟

ربما تنتابك الحيرة حين تزورين جناح كتب الأطفال في مكتبة مجاورة لك، خاصة إذا كان طفلك في بداية طريقه لتعلم القراءة وإبداء الاهتمام بالكتب، ساعتها تقفين عاجزة عن اختيار كتاب يصلح لابنك. إليك خمسة اقتراحات تساعدك في عملية الاختيار:
1. ابدئي بكتب الأناشيد والقصص المغناة.
2. ربما تجدين من الأفضل اختيار كتب عن الشخصية الكرتونية المحببة إليه.
3. ابحثي عن الكتب ذات الصور الجذابة والألوان المبهجة.
4. حددي أي الكتب تتماشى مع اهتمامات طفلك كتب عن الحيوانات أو عن السيارات والقطارات.
5. اسألي العاملين في المكتبة فسوف يعطونك فكرة عن الجديد في عالم كتاب الطفل، وعن أكثر الكتب مبيعاً.


كيف تتواصلين مع طفلك أثناء القراءة؟
دورك كأم دور حيوي وهام في تعليم طفلك القراءة، فلا تتنصلي منه بحجة أن طفلك لا يزال صغيراً على تعلم القراءة. فإن مرحلة ما قبل المدرسة من أهم وأخطر المراحل بالنسبة لطفلك ليتعلم القراءة، من خلال تنمية حبه للكتب والقصص، وإليك بعض النصائح:
* اعتبري أن وقت القراءة مع طفلك وقت مناسب لتقوية الرابطة بينكما.
* اصطحبيه معك عند شراء الكتب، واستشيريه في اختيار الكتب وما إذا كان يعجبه كتاب معين.
* بعد القراءة أو في أثنائها تحدثي معه عن الصور المرسومة التي يراها، واسأليه عن الألوان التي يفضلها، والشخصية التي تعلق بها.. هكذا تصبح القراءةفرصة للنقاش والتحاور والتعلم أيضاً.
* شجعيه على القراءة بأن تكوني مثلاً و قدوة له، فالآباء الذين لهم عادة القراءة يشب أبناؤهم على حب القراءة.
* عندما تقرئين معه بصوت عال، عبري عن مضمون ما تقرئينه بتغيير نبرات صوتك.
* أشيري إلى الكلمات التي تقرئينها معه، وإلى الصور والرسوم.
* اقرئي معه في كل الأماكن، في البيت: اقرئي معه المكتوب على علب الأطعمة وعناوين الجرائد. في الطريق: اقرئي له اللافتات. في المطعم: اقرئي له أية كلمات مكتوبة حوله.
* اجعلي الكتب والقراءة جزءاً من الروتين اليومي لكما معا.
* اجعلي من وقت القراءة وقتاً للعب واللهو لكما معا.
كيف يصبح وقت القراءة وقتا ممتعا بالنسبة لك وله؟
يمكن للأطفال أن يحبوا القراءة حتى قبل أن يتعلموها، ويزداد تعلق الأطفال بالقراءة إذا أصبح وقت القراءة وقتاً مفعماً باللهو والمرح لهم ولك أنت أيضا.
ولأن الأطفال يتعلمون بطرائق مختلفة، فإن الأنشطة الممكن أن يمارسوها سوف تختلف باختلاف نمط التعلم، ويجب عليك كأم أن تعرفي نمط تعلم ابنك، وربما تجدين أنه من الأفضل استخدام أكثر من نمط.
أنماط التعلم
وأنماط التعلم ثلاثة: الحسي، والسمعي، والبصري.
أفكار لأمهات الأطفال ذوي نمط التعلم الحسي:
* اصنعا معاً ملصقاً للحروف الهجائية، فيمكنكما باستخدام ورق مقوى بحجم كبير كتابة الأحرف الهجائية، وابحثا معاً في المجلات عن صور لبعض الأغراض أو الحيوانات التي تبدأ بتلك الحروف. شجعيه على أن يقوم بنفسه بكتابة الحروف ولصق الصور، أو أن يرسم بنفسه تلك الصور.
* اصطحبيه معك لمكتبة عامة أو مكتبة لبيع الكتب. شجعيه على أن يستعرض الكتب ويختار بنفسه كتاباً. ولاستكمال المتعة يمكنكما التوجه بعد ذلك إلى إحدى الحدائق العامة وقراءة الكتاب سوياً.
* مثلا القصة التي تقرآنها معاً، بأن تتقمصي أنت دور عدة شخصيات وتمثليها بتغيير نبرة صوتك حسب كل شخصية، وهو يفعل مثلك. ويمكن عمل ذلك مع بقية أفراد الأسرة.
* حاولي صناعة بعض عرائس اليد معه لبعض الشخصيات المحببة إليه واستخدامها في تمثيل القصص.
أفكار لأمهات الأطفال ذوي نمط التعلم السمعي:
* نظمي حلقات قراءة جماعية لأفراد أو أصدقاء العائلة، خاصة الأسر الصديقة الذين لهم أطفال في نفس عمر أطفالك.
* اشتري له الكتب المسجلة على شرائط كاسيت.
* أنشدي معه الأناشيد التي يتضمنها الكتاب الذي تقرئينه معه.
* غيري نبرات صوتك عند قراءة القصة حسب الموقف والشخصية وشجعيه على فعل المثل.
* سجلي بصوته الأناشيد التي تعلمها أو الكلمات التي تعلم قراءتها على شريط كاسيت، واجعليه يسمع صوته.
* اقرئي له أثناء النهار وليس في فترة الاستعداد للنوم ليكون في كامل تركيزه.
أفكار لأمهات الأطفال ذوي نمط التعلم البصري:
* اشتري له الكتب التي يصاحبها شريط فيديو مصور للقصة.
* فكرة صناعة ملصق للحروف الهجائية والكلمات المناظرة فكرة ممتازة لهذا النمط من التعلم أيضاً.
* شجعيه على رسم الشخصيات التي يقرأ عنها وثبتي تلك الرسوم على حائط غرفته أو في حجرة المعيشة.
* اختاري الكتب الملونة ذات الصور الواضحة الكبيرة.
* شجعيه على أن يعبر عن نشيد تعلمه بالرسم.
* شجعيه على تجميع صور الأشياء من المجلات ولصقها في كراسة خاصة مع ربط الأشياء بعضها ببعض (تجميع صور الأطعمة معاً، أو الحيوانات، وخلافه).
كيف تحفزين طفلك وتشجعينه على القراءة؟
* الأساس هو جعل القراءة نشاطاً ممتعاً، وهذا بحد ذاته يعد أكبر حافزاً لطفلك.
* كذلك لا تضعي أمامه العقبات؛ فراعي اختيار الكتب السهلة البسيطة، على أن تتدرجي معه بعمق نوعية الكتب المختارة كلما تقدم طفلك في تعلم القراءة.
* لا تحرجيه بكثرة تصحيح أخطائه وتعنيفه وحاولي تصحيح الخطأ بشكل لطيف لا يشعره بالخزي.
* اختاري من الكتب ما يتفق مع اهتماماته.
* عند نجاحه في قراءة كلمة صعبة بمفرده أو بمساعدة بسيطة منك، لا تبخلي عليه بكلمات التشجيع.
* أخبري والده أو جده أو أي شخص مقرب له عن التقدم الذي يحرزه في تعلم القراءة.
* كرري قراءة الكتب التي نجح في قراءتها معك، فهذا يزيد من ثقته بنفسه.
مراحل تعلم القراءة:
تعلم القراءة عملية ربما تستغرق سنوات طويلة، ولكل طفل سرعة خاصة في التعلم والاستجابة. لكن على وجه العموم يمر الطفل عبر أربع مراحل أساسية للقراءة:
المرحلة التمهيدية:

هذه المرحلة يمر فيها الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين عامين و4 أعوام، وفيها يقوم الطفل بالأنشطة التالية:
* اللعب بالكتب كأنها ألعاب، وعادة لا يستطيع أن يفهم أن تلك الكتب تحتوي على قصص ومواد ممتعة.
* يستمتع عندما يقرأ له أحد الكبار من كتاب مصور، لكنه لا يستطيع أن يربط بين تلك النقوش (الكلمات المطبوعة) وبين المحتوى المقروء عليه.
* تجذبه الألوان المبهجة والرسوم التي تحتويها الكتب، ويستطيع الربط بين القليل من الكلمات والصور المقابلة عند نطقها.
المرحلة الابتدائية:
هذه المرحلة يمر فيها الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 4 و6 أعوام، وفيها يقوم الطفل بالأنشطة التالية:
* يحتاج لمشاهدة الصور في كل صفحة من صفحات الكتاب لمتابعة تسلسل القصة المقروءة له.
* لا يستطيع الإجابة عن جميع الأسئلة التي تطرح عليه وتتعلق بموضوع القصة.
* يحتفظ في ذاكرته ببعض تفاصيل الكتاب، ويرغب في معاودة قراءته مراراً.
* يقرأ بصوت عال دون تعبير صوتي ودونما اهتمام بعلامات الوقف والفواصل.
* يستطيع قراءة بدايات الكلمات غير المعروفة له، لكنه لا يستطيع أن يكمل نطقها.

المرحلة المتوسطة:
هذه المرحلة يمر فيها الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و8 أعوام، وفيها يقوم الطفل بالأنشطة التالية:
* يستطيع القراءة بيسر أغلب الوقت دون أخطاء، لكنه يتوقف بين حين وآخر لتهجي الكلمات.
* يستعين بالصور المصاحبة لفهم المعنى واستنباط ما خفي عليه.
* يتهجى الكلمات الجديدة ويحاول نطقها حسب أصوات الحروف التي سمعها.
* يستطيع الإجابة عن الأسئلة البسيطة المتعلقة بالقصة.
* يغير نبرات صوته أحيانا عند القراءة حسب المعنى الذي وصل إليه، ويراعي التوقف عند انتهاء الجملة.
* يستمتع بالكتب الجديدة خصوصاً السهلة التي يستطيع قراءتها بمفرده دون مساعدة.
المرحلة المتقدمة:
هذه المرحلة يمر فيها الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 8 أعوام فما فوق، وفيها يقوم الطفل بالأنشطة التالية:
* يقرأ بسهولة ويسر.
* يستطيع قراءة الكتب الكبيرة نسبياً وفهم معظم أجزائها.
* يستمتع بقراءة الكتب غير المصورة.
* يسأل عن معاني الكلمات الجديدة ويتذكرها في المرات التالية.
* يستطيع أن يجيب عن جميع الأسئلة المتعلقة بالقصة، بل وإبداء رأيه فيها والتعليق على الأحداث.
* يستطيع ملاحظة جميع علامات الوقف من نقاط وفواصل ويتوقف عندها بالفعل.
كيف تتعاونين مع معلمة طفلك:
تعلم الطفل للقراءة نتاج جهد مشترك بين الآباء في المنزل، والمدرسين في المدرسة أو الحضانة. فحتى وإن كانت الأم تقوم بكل ما يجب عليها، فلن يكتمل العمل إلا حين تقوم المعلمة بالمثل. والعكس صحيح.
ولذلك وجب على الأم متابعة ما تقوم به المعلمة والتواصل معها للوصول إلى تنشئة طفل قارئ يفيد نفسه ومجتمعه.
وإليك عزيزتي الأم (أو عزيزي الأب) ما يجب عليك القيام به:
* حاولي أن تعرفي ما إذا كانت المعلمة تشجع الأطفال على القراءة بصوت عال في الفصل أم لا، لأن القراءة بصوت عال تساعد الأطفال على تصور شكل الأحرف والكلمات في مخيلتهم، والاستمتاع أيضاً بالمادة المقروءة. وحاولي التحقق مما إذا كانت المعلمة تعبر صوتياً عما تقرؤه مع الأطفال في الفصل لتأكيد المعاني، وتعليم الأطفال علامات الوقف والفواصل بين الجمل.
* كذلك يجب أن تتأكدي من أن المعلمة تكرر قراءة الكتاب عدة مرات، ولا تتنقل بين الكتب والمواد المقروءة إلا بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها الأطفال. فالتكرار له دور غاية في الأهمية في تعليم الأطفال.
* هل تتناقش المعلمة مع الصغار حول القصة أو الكتاب المقروء؟ سؤال يجب عليك التأكد من الإجابة عليه بنعم. وإلا يجب عليك مناقشتها حول أهمية المناقشة والحوار بين المعلمة وتلاميذها الصغار، فهذا يثبت المعنى ويلفت انتباههم إلى الكلمات التي سقطت منهم أثناء القراءة. كذلك من خلال المناقشة تستطيع رصد قدرة الأطفال على اكتساب المهارات الثلاث الأساسية لتعلم القراءة.
* كذلك يجب أن تعرف الأم مدى تعدد الكتب الموجودة في الفصل أو الحضانة، والتي يستعرضها أو يقرؤها الأطفال مع معلمتهم. وإذا لم يكن هناك كتب متنوعة في الفصل، يمكن للام أن تقترح على المعلمة إنشاء مكتبة صغيرة، بأن يحضر كل طفل كتاباً ويهديه لمكتبة الفصل، وهكذا تتوافر كتب بعدد الأطفال.
* ويجب على الأم أيضا التأكد من أن طفلها يمارس الكتابة، فليس هناك أنجع من تعلم القراءة في الوقت نفسه الذي يتعلم فيه الطفل الكتابة. فكتابة الحرف تثبت شكله والصوت المنطوق المقابل له في ذاكرة الطفل، وكذلك الحال بالنسبة للكلمات المكتوبة. ولذلك فإن من أهم أدوار المعلمة: أن تساعد الأطفال على تعلم الكتابة، والربط بين الكلمة المكتوبة والصوت الصادر عن قراءتها والمعنى الذي تعبر عنه.
* وعليك كأم أن تتأكدي أيضا من أن المعلمة تحرص على تعليم أطفالها الصوتيات بشكل صحيح، وأنها تحاول تصحيح الأخطاء التي يصدرها الأطفال عند اللفظ بالكلمات. وبالطبع ألا يكون لدى المعلمة نفسها مشكلة في مخارج الحروف مما ينعكس على تعلم الطفل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق